المنتخب الفلسطيني في مباريات كأس العالم ان شاء الله
"كأس العالم إن شاء الله" فيلم يتتبع مسيرة المنتخب الفلسطيني لكرة القدم
غزة – إبراهيم عمر 08.06.06 22:14
نشرت "البي بي سي" تقريرا تحدق خلاله عن فيلم "كأس العالم إن شاء الله" والذي يروي مصاعب تشكيل وتدريب المنتخب الفلسطيني لكرة القدم، وقد عرض للمرة الأولى في بريطانيا يوم الخميس.
وقال التقرير أن ومن بين كل الفرق التي واجهها في التصفيات لنهائيات كأس العالم التي تجري في المانيا، والتي فشل المنتخب الفلسطيني في تخطيها، بدا ان هذا الفريق يعاني من مشاكل طابعها خاص جدا، مقارنة بما تواجهه الفرق الأخرى من عقبات في التصفيات للمباريات الدولية.
يتألف المنتخب الفلسطيني من لاعبين نشأوا في أماكن مختلفة، فمنهم من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وآخرون من لبنان أو الكويت أو حتى تشيلي أو الولايات المتحدة.
ولم يعترف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بالمنتخب الفلسطيني إلا في عام 1996، ومنذ ذلك الحين، لم ينجح المنتخب في التأهل لأي مباريات دولية ذات قيمة.
مخرجة فلسطينية-لبنانية
وتقول مايا صنبر التي أنتجت الفيلم برفقة زوجها جفري ساوندرز للبي بي سي ان "الرياضة هي المجال الوحيد الذي يمكن فيه التطرق إلى فلسطين كدولة"، مضيفة ان " كرة القدم والألعاب الاولمبية هما من المجالات القليلة جدا التي ترد فيها رسميا كلمة فلسطين، التي لا ترد حتى في الأمم المتحدة إذ تستعمل المنظمة الدولية عبارة السلطة الفلسطينية".
صنبر، اللبنانية-الفلسطينية، اختارت ان تتبع المنتخب الفلسطيني بهدف "رواية قصة هذا الفريق، ولإظهار التنوع الموجود داخل الفريق الفلسطيني الواحد في محاولة لكسر ما يعرف بالنماذج المقولبة".
واستوحت صنبر فكرة فيلمها من برنامج تلفزيوني بثته قناة بي بي سي الثانية على حلقات تبعت فيها مسيرات منتخبات البلاد التي تعاني من نزاعات وتجهد على الرغم من كل شيء إلى خوض التصفيات التي تخولها اللعب في نهائيات كأس العالم.
وبعد ان شاهدت البرنامج، عرضت صنبر على بي بي سي فكرة إنتاج حلقة تتبع خلالها مسيرة المنتخب الفلسطيني.
إلا ان القصة لم تنته عند هذا الحد، لأنها حين انتهت من تصوير الحلقة، أرادت المخرجة ان تعرف المزيد وان تجيب على المزيد من التساؤلات.
وتقول صنبر أنها "أرادت ان تذهب إلى عمق الأمور والتعرف أكثر على شخصيات الرياضيين الذين يؤلفون المنتخب، لذلك قررت ان تقضي المزيد من الوقت معهم وان تتعرف إلى مختلف جوانب حياتهم، ومن خلال ذلك ان تروي قصة الفريق الفلسطيني".
وأملت صنبر في البداية "ان يكون الفيلم بعيدا عن السياسة، إلا أنها عادت واستنتجت ان السياسة تفرض نفسها حين يتعلق الأمر بأي شيء يتعلق بالفلسطينيين"، مشيرة إلى ان "انجاز أي عمل يتعلق بفلسطين أو الفلسطينيين يفرض حتما بعدا سياسيا في طريقة ما".
والسياسة تفرض نفسها
من جهته، يقول اللاعب الفلسطيني-الأمريكي مراد فريد ان "التركيز على كرة القدم بحد ذاتها أمر شبه مستحيل بسبب كل ما يجري على الساحة الفلسطينية بشكل دائم" .
وبالنسبة لفريد، فان اللعب مع المنتخب الفلسطيني يسمح له بان يعيش الثقافة الفلسطينية التي لا يعرفها إلا من خلال ما روى له أهله.
بالنسبة للاعبين آخرين من الأراضي الفلسطينية أو من اللاجئين في لبنان، فان الوضع يختلف إذ يرون في هذه المشاركة مجالا يسمح لهم بخوض تحدياتهم بطريقة جديدة.
الفيلم ليس عاطفيا، فهو ينقل واقع تحضيرات المنتخب الفلسطيني لتصفيات "المونديال"، ولكن واقع الحال فرض على هذا الفيلم ان يلامس "نزعة فكاهية" بسبب كل العقبات التي واجهها المنتخب وسوء الحظ الذي نتج عن هذه العقبات.
ومثالا على ذلك ان اللاعبين في غزة كان عليهم الانتظار لمدة أسابيع لكي تعيد إسرائيل فتح معبر رفح لكي يتمكنوا من الالتحاق بزملائهم في مصر، ما اجبر الفريق على إلغاء معسكر تدريب كان قد تقرر له في المجر.
ويروي الفيلم كيف لعب المنتخب المباراة المهمة والحاسمة له في التصفيات، والتي كان من المقرر ان يستضيفها على أرضه وأمام جمهوره، في قطر ودون جمهور.
ولكي تكتمل الصورة، جاءت مآسي النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني ترخي بظلالها على هذه المباراة إذ عرف اللاعبون الآتون من قطاع غزة ان خمسة من أصدقائهم قتلوا في الصباح ذاته خلال ضربة جوية إسرائيلية.
وبالنسبة للبعض، كان لهذه الأمور ارتدادات صحية إذ أصيب المدير اللوجستي للفريق، فارس أبو شاويش، بنوبة قلبية وسط فترة التصفيات، وتصوير الفيلم، ومكوثه في المستشفى خلال كل الفترة المتبقية.
وقال النائب العام للفيفا جيروم شامباني حين قرر رفض تأجيل المباراة الأساسية التي يخوضها المنتخب الفلسطيني ان "كرة القدم لا تستطيع ان تكون أسرع من السياسة".
وعلى الرغم من كل ذلك، فان المصاعب التي واجهها المنتخب ساهمت في تطوير جو التلاحم داخل الفريق.
وبينما تطلق صنبر فيلمها في لندن، فان مدينة نيو اورلينز الامريكية ستشهد بث نسخة أخرى عن الفيلم بعنوان "الحلم بالهدف"، الذي تقرر أيضا ان يبث تزامنا على الجدار الذي أنشأته إسرائيل لفصل القدس الشرقية عن الضفة الغربية.
هذا وقد نجحت صنبر في الحصول على وعود بان يبث فيلمها على محطات تلفزة فرنسية وأمريكية والمانية، كما هي تفاوض حاليا إحدى المحطات الكبرى لبث إنتاجها في بريطانيا.
وفي انطباعها الأخير على الفيلم قالت صنبر: "بالنسبة لي، كانت لي مناسبة لأتعرف على الطريقة التي يعيش بها أفراد المنتخب، وكانت هذه التجربة فعلا رحلة استكشاف".
1 Comments:
تحياتي
ممكن اسم الفيلم بالعنجليزي بلكدان رحنا نحضرو في السنما دعما لجهود المنتخب الوطني الفلسطيني في دورة كاس العالم
Post a Comment
<< Home